الحقيقة مرة .. وفى حاجة لشخصين: واحد يقولها ، والثاني يتحملها.
وفى الأدب الشعبى الروسى أقصوصة تقول: كان جدى ذئبا لطيفا طيبا ؛ ولا يأكل اللحوم . ولذا قرر ان يكون نباتيا. وكانت تعيش فى الغابة فتاة شريرة ؛ تسكن مع جدتها، وكانت تخرج للغابة وتقتلع الزهور؛ وتدمر الحشائشالتي كان جدى يأكلها.
وكان جدى يحاول أن يثنيها عن ذلك مرارا دون جدوى، فكانت تعاند أكثر ؛ وتقطع الحشائش . قرر أن يزور بيت جدتها ؛ ويخبرها بأفعال حفيدتها.
وعندما طرق الباب .. فتحت الجدة ؛ لكنها كانت هى الأخرى شريرة، أحضرت عصا غليظة ؛ وهجمت على جدى دون أن يتعرض لها ؛ فدافع عن نفسه ؛ ودفعها بعيداً عنه؛ فسقطت وماتت.
وتأثر جدى كثيرا؛ وأخذ يفكر بالفتاة وكيف ستعيش دون جدتها ؟ فقام وارتدى ملابس الجدة ؛ ونام في سريرها . لكن الفتاة لاحظت التغيير فى هيئة جدتها ؛ فخرجت تصرخ .. وأخذت تنشر الإشاعات إلى يومنا هذا : بأن جدى الذئب أكل جدتها!
لكل منا زاويته الخاصة.. التى يشاهد من خلالها الأحداث، وهكذا يكتب التاريخ .. كل يراه من وجهة نظره. مع أن المعادلة سهلة .. كما قال كونفوشيوس: قل لى وسوف أنسى . أرنى ولعلى أتذكر . أشركنى وسوف أفهم .
أو كما ردد أبو العتاهية :
ولعل ما تخشاه ليس بكائن .. ولعل ما ترجوه سوف يكون
ولعل ما هونت ليس بهين .. ولعل ما شددت سوف يهون.
-------------------------------------
بقلم : خالد حمزة
